عالم ادم

اهتمام عالم ادم بكرة القدم:ولماذا يحبون كرة القدم ؟؟

تتمثل القدم في كونها لعبة شعبية عالمية تستمتع بها المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وتجمع بين الأساس الرياضي والتنافس والترفيه. يعكس اهتمام العديد من الناس بكرة القدم العميق الموجود بها وتأثيرها الواسع على الثقافة والمجتمع.

لا يزال مفهوم اللعبة مثيرا للجدل، فإنّ الجماهيرية التي تحظى بها الألعاب لاسيما لعبة كرة القدم لا تبدو مقنعة بالنسبة إلى العديد من الأدباء والأسماء البارزة في المسرح الإبداعي والفكري، علما أنّ اللعبة تحفل بالمتعة والفنيات وهنا تتاقطع مع النصوص الأدبية لأنّ ما يتطلع إليه الأديب هو التشكيل الفني النابض بالحيوية والتشويق.

لا شك أنّ الآراء المنسوبة إلى بعض القامات الأدبية عن الساحرة المستديرة بأنها أفيون الشعوب أو الإلهاء الكبير صرفت الأنظار عن النصف الآخر من الصورة، وبالتالي قد غاب عن الأغلبية بأن الشغف الكروي جزء من شخصية كبار الأدباء والفلاسفة فاعترف ألبير كامو بأنّه يدين لكرة القدم بتعلمه لدرس الأخلاق وعندما سئل صاحب “العادلون” أيهما يفضل المسرح أو كرة القدم؟ وقع اختياره على ما يكون المستطيل الأخضر ميدانه بدون تردد.

ومن جانبه وظف سارتر كرة القدم مثالا لتوضيح مبادئ الفلسفة الظاهراتية وقدم الفيلسوف الهولندي يوهان يوزنجا مفهوم “الإنسان اللاعب” إلى جانب “الإنسان العاقل” ويعلن حكيم القرن إدغار موران أنّه يحب كل الاحتفالات الجماعية التي ترافق كرة القدم وكانت كرة القدم ضمن برنامج نجيب محفوظ وأجندة أيامه وهو طالب في الثانوية. وما كتبه محمود درويش احتفاء بظاهرة مارادونا يوازي قصائده قيمة وإبداعا. إذن هذه المعطيات كلها تؤكد أنّ الحس الفني يرحب ويثمن الإبداع أيا كانت تمظهراته سواء في الموسيقى أو النص أو الرقص أو مراوغات وتمريرات اللاعب. ويشارك الكاتب العراقي كه يلان محمد في حلقات الحوار غير التقليدي حول عالمي الأدب وكرة القدم.

حول مفهومه للرياضة وكرة القدم بالخصوص كعامل مؤثر في المجتمع، يقول كه يلان محمد “الحالة الأمثل للتوازن في شخصية الإنسان تتحقق عندما يكون هناك تناغم بين الحركة الداخلية والخارجية في الجسد، لذلك يقول نيتشه إن الأفكار التي لا تأتيك أثناء المشي ليست جديرة بالاهتمام، مشيرا إلى أن إعمال الجسد وحركته من شروط التفكير الحر”.

ويضيف أن “من المعلوم أنّ سقراط كان يجوب في شوارع أثينا متفلسفا لأنّ التريض هو قابلة للأفكار. لا تقتصر فوائد الرياضة على الصحة الجسدية بل تكسبك مناعة نفسية وتقيك من الشعور بالملل والضجر. لذلك فإنّ الشعوب التي تسطر الملاحم الرياضية وتضيف مآثر في هذا المضمار إلى سجلها الحضاري، تنخرط في الحياة صانعة الفرح ومتذوقة فرصتها الوجودية حتى النخاع فيما ترسف المجتمعات الخاملة في الخيبات وليس لها الاختيار، ومع ذلك تنساق وراء وهم الانتصار مقايضة ما تجود به الإرادة الحيوية من لحظات السعادة بالوهم”.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون لممارسة كرة القدم تأثيرًا إيجابيًا على الصحة البدنية والنفسية للأفراد، حيث تشجع على النشاط البدني وتعزز اللياقة البدنية، بالإضافة إلى تعزيز التواصل الاجتماعي والتعاون والتضامن.

على الصعيد العالمي، يجذب كرة القدم الملايين من المشجعين والمتابعين من جميع أنحاء العالم، مما يجعلها واحدة من أكثر الرياضات شعبية على الإطلاق. ومع ذلك، يمكن أن يتم تحليل هذا الاهتمام بكرة القدم من منظور متعدد الأوجه، بما في ذلك التحليل الاقتصادي لصناعة كرة القدم، وتأثيرها على السياحة والإعلام والتسويق الرياضي.

بشكل عام، يُعتبر اهتمام العالم بكرة القدم مظهرًا من مظاهر العلاقة العميقة بين الرياضة والثقافة، وهو يعكس أهمية الرياضة كوسيلة للتواصل والتوحيد والترفيه في مجتمعاتنا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى